الكاتب :  أ. لؤي عبد الله ابراهيم

 

إبراهيم الخليل وهو يرفع البناء يعلي قيمة عالية في الوعي بالبحث عن التحصين الفكري خوف الانزلاق إلى ما كانت عليه المجتمعات من نسبة الصيرورة جمادات لا تعي ولا تنطق ثم يرسل إشارة يلحظها المتأمل في ابتهالاته بإدراج ذريته في دعائه وهذه أرجى فوائد الاستثمار في الذرية والأبناء عقلاً وروحاً.

ومن التنبيهات المبكرة في وعي المجتمع بقضايا التكافل والاعتراف بالآخر والإحسان إليه ما جاءت به سورة الماعون على بساطة آياتها إلا أنها تشع حكمة وتزرع في النفوس الاطمئنان ودافعية البذل وشجاعة العطاء وسعة الإيمان اللامتناهي الذي يصبغ المجتمع بألوان التآلف والتآخي. 

إن الإنسان بفكره الثر يسبر أعماق كل نادٍ وحادثة بوابل من الحكمة وإعمال العقل وعلى هذه كانت المجتمعات السليمة والتي لا تزال تحتفي بذلك العنصر الفاعل في أوساطه الذي يقدر خطواته قبل أن يدلف في ما قد يوحله. وقد نرى كثيراً في هذه الأيام المتأخرة من يسارع في الهدم ويهمل معاول البناء وما ذاك إلا لاستلاب فكره ببرق خلاب يلمع في عتمة فيحسبه ماءاً، وكم من البروق اللوامع التي تسلب الأبصار وتعمي البصائر والعقول. 

إن بث روح الوعي في المجتمعات والأمم يستلزم جهداً متراكباً وبرامج ومشاريع يتم إعدادها بعناية لتبلغ  مقاصدها وأهدافها وتلبي حاجة المستفيدين منها في تحريك كوامن الفكر وجوامد المنطق واستثارة مكامن الفطنة والحصافة فلا ينساق العقل خلف كل صائح ودون كل نائحة. 

إن الوعي الوقائي هو بمثابة نهضة فكرية تُعمل العقل ولا تنقاد لعابر العواطف ولا اشتباه المواقف تقودها الحكمة ويهذبها العلم وينمّيها الانضباط ويسقيها الإبداع ويغذيها التآلف ويرفدها التماهي ويوطنها الواجب ويدعمها الحماس ويزكيها التسامح وتصقلها التجارب وتعليها الخبرات وتعمق أركانها القدوات.

الكاتب:

أ. لؤي عبد الله ابراهيم

مدير قسم المحتوى ونائب الرئيس التنفيذي - أراك للتنمية

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل بنا

كن دائماً مع أراك

12 + 2 =