بدأت مجموعة من المفكرين في الإدارة في البحث عن بعض القواعد الإدارية التي تخفف من حدة تطبيق  “الفكر الكلاسيكي في الإدارة”
وبدأت هذه المحاولات في مصانع هاوثورن بالولايات المتحدة الأمريكية بواسطة ” التون مايو” الذي فكر في اختيار نظم للإضاءة وكذلك نظم للراحة خلال العمل وقام بإجراء أربعة أنواع من التجارب:

  1. تجارب لدارسة أثر التغيير في الإضاءة على الإنتاجية.
  2. تجارب لدراسة اثر التغير في نظم فترات الراحة على الإنتاجية.
  3. دراسة تحليلية لاتجاهات العاملين ومشاعرهم.
  4. تحليل الجوانب الاجتماعية لمجموعات العمل الصغيرة.

وبعد التجربة على مجموعة صغيرة أظهرت أن:

  • التغير في نظم الإضاءة من إضاءة ضعيفة إلي قوية ستؤدي إلي زيادة الإنتاجية.
  • أن زيادة فترات الراحة ستؤدي إلى زيادة الإنتاجية.

لاحظ الباحثون تولد نوع من العلاقات الاجتماعية والعلاقات غير الرسمية بين المجموعة التجريبية وقد أمكن تولد وظهور هذه العلاقات بسبب صغر حجم المجموعة، فبعد أن كانت العاملة عضوا في جماعة قوامها 500 شخص أصبحت عضوة ًفي جماعة صغيرة قوامها 50 شخص.
وتوصلوا الى أن العلاقات غير الرسمية التي تتولد بين أعضاء الجماعة تؤدي إلي رفع الروح المعنوية للأفراد ومن ثم تتحقق الكفاءة الإنتاجية.
حيث لفتت أنظار العلماء إلي أهمية الفرد في محيط العمل وأن الفرد ليس له احتياجات مادية فقط وإنما له احتياجات اجتماعية ويرغب في إشباع هذه الاحتياجات داخل العمل.

نمت نظريات “إلتون مايو” من ملاحظاته لمستويات إنتاجية الموظفين في ظل الظروف البيئية المختلفة. استخلصت تجاربه استنتاجات عديده حول المصدر الحقيقي لتحفيز الموظف.

تنص “نظرية مايو للتحفيز” على أن الموظفين يهتمون بالعلاقات بصورة كبيرة مثل تكوين الصداقات والاستقرار الوظيفي والتحفيز. أكثر من المكافآت المالية أو العوامل البيئية مثل الإضاءة والرطوبة وغيرها.

قام “مايو” بتطوير مصفوفة توضح الدور الذي تلعبه مجموعات مختلفة من معايير المجموعة وتماسك المجموعة في فعالية الفريق. وقام بتقسيمها إلى أربع مجموعات ووضح تأثير كل منها على ديناميكية الفريق.

1- المجموعات ذات المعايير المنخفضة والتماسك المنخفض هي مجموعة غير فعالة ؛ ليس لديهم أي تأثير ، نظرًا لعدم تحفيز أي من الأعضاء للتفوق.

2- المجموعات ذات المعايير المنخفضة والتماسك العالي لها تأثير سلبي ، حيث يشجع الأعضاء الزملاء السلوك السلبي (مثل العصابات).

3- المجموعات ذات المعايير العالية والتماسك المنخفض لديها درجة معينة من التأثير الإيجابي من خلال إنجازات الأعضاء الفردية.

4- المجموعات ذات المعايير العالية والتماسك العالي لها التأثير الإيجابي الأكبر ، كما تتوقع نظرية “مايو” ، حيث يشجع أعضاء المجموعة بعضهم البعض على التفوق..

   يمكن أن تساعد نظرية ” مايو” للتحفيز في بناء فريق عمل أكتر إنتاجية بمعرفة الجوانب المختلفة والعمل على تحسينها وتطويرها.

    يعتبر الباحثون ان هذه الدراسة لإلتون مايو أن “مدرسة العلاقات الإنسانية “جاءت كرد فعل للمدرسة الكلاسيكية في الإدارة والتي ركزت فقط على الإنتاجية, وأغفلت العامل الإنساني فبينما تركز النظرية البيروقراطية ونظريات التقسيم الإداري على الجانب الهيكلي, وتركز المدرسة العلمية على الجانب الإجرائي, فإن مدرسة العلاقات الإنسانية تركز على جانب مهم ومكمل للجوانب الأخرى وهو الإنسان, وبذلك تعتبر هذه المدرسة إضافة جديدة وليست بديلاً للمدارس التي سبقتها.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل بنا

كن دائماً مع أراك

9 + 13 =